لأن المجد مقامنا

خدّام الأقصى


خدّام الأقصى

إنهم مجموعة من شباب بيت المقدس ، وهبوا أنفسهم ووقتهم لخدمة المسجد الأقصى و ضيوف المسجد الأقصى ، و قد حملوا على عاتقهم مهمة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ، كثير منهم هم طلاب مدارس من المألوف أنهم ينتظرون العطلة الصيفية لكسب بعض المال ، لكنهم اَثروا العمل على خدمة مهوى الأفئدة و قبلة الألباب ، تجمعوا من بعد صلاة العصر يتحضرون و يحضرون لخدمة ضيوف الرحمن على موائد الرحمن التي تبرع بها المحسنون ، ليقوموا بعدها بتنظيم حركة المصلين من النساء و الرجال و العمل على نصحهم و توجيههم إلى السلوكيات التي تليق بالأقصى و مكانته .



و أخرين منهم هم من الشباب الذين اَثروا جدمة الأقصى على مجالس السمر في ليالي الصيف ، كنت تراهم كل في موقعه و منطقته ما أن يسلم الإمام من صلاة العشاء سهراً و حفاظاً على قداسة المكان و الزمان .أما المجموعة التي تستحق أعظم شكرٍ و احترام فهم اولئك الشباب المتزوجون الذين فضلوا جدمة الأقصى و ضيوف الأقصى على واجباتهم الأسرية و الإجتماعية ، فالعديد منهم لديه أطفالٌ انتظروا الشهر الكريم طوال العام بفارغ صبرهم لينعموا فيه بتلك الحميمية الأسرية حيث تسعد الأسرة باجتماعها بالكامل تعويضاً عن أيام الإنشغال بقية العام ، لكنهم هم أيضاً ضحوا بتلك السعادة فداءً و ديناً للأقصى .



في الحقيقة إنها لمتعة لا تضاهيها متعة حينما يؤدي المسلم منا واجبه تجاه أقصاه ، و لكن كباقي الأمور في سننها لا يخلو الأمر من بعض المشاكل و المنغصات – وأقصد هنا المنغصات الذاتية و ليست تلك التي من قبل المحتل و هي كثيرة - ، فأول مشكلةٍ يواجهها " خدام الأقصى " هي عدم وجود جهةٍ رسمية أو حتى غير رسمية تنظم الأمور في هذا المجال ، بالرغم من أن " خدام الأقصى " هؤلاء يعملون تحت مظلة الأوقاف الإسلامية في القدس ، و بالرغم من التسهيلات و المساعدة العامة من هذه الدائرة إلا أن الموضوع يحتاج إلى جهةٍ رسمية تقدم الدعم المادي و المعنوي " لخدام الأقصى " ، و لكن و بسبب الوضع الخاص – سياسياً و اقتصادياً – الذي ترزح تحته مدينة القدس ، فليس هناك من الأطراف الموجودة على الساحة المقدسية من هو معنيٌ بدعم و تطوير هكذا موضوع ؛ أما المعضلة الأجرى فهي مدى تقبل الناس و المصلين لهكذا نشاط ، صحيحٌ أن هناك من الناس من يؤيد و يؤازر إلا أن هناك فئةٌ أخرى أفضل ما يوسمون به هو " الفلسفة "لايعلقون و يتذمرون و ينتقدون بتجريح بأن كل هذه الأنشطة هي " كلامٌ فارغ " و كأنهم لديهم حلٌ أو طريقةٌ أخرى للتغلب على المصاعب التي يواجهها من يريد خدمة الأقصى و الحفاظ عليه ، هل جهلوا أم نسوا قول الله جل في علاه من سورة التغابن

"فاتقوا الله ما استطعتم و اسمعوا و اطيعوا و انفقوا خيراً لأنفسكم و من يوق شُح نفسه فاولئك هم المفلحون "

و لكن و لله الحمد فإن ما يطفئ الغضب و يساعد على التصبر هو أن العمل كله لله و لخدمة بيت الله و تحقيقاً لما فرض الله .





2 التعليقات:

هي تدوينات ليست بالجديدة ، و لكن لا بد من نسبة الفضل إلى أهله ... و كذلك كي لا يسرقنا الإنشغال أكثر من اللازم ! :)

 

السلام عليكم ورحمة الله

بوركت اخي حمزة :)

 

إرسال تعليق